النزول من قطار الحياة!
الحمد لله فنحن لا نعرف حكمة الله في اختيار عباده للرحيل عن الدنيا، وأحيانا يرحل بعض الأحباب والأقرباء وغيرهم من القريبين منا دفعة واحدة، وبين الراحل والآخر فترة قصيرة قبل أن يجف الحزن. وفي أحايين أخرى تنتظر وينتظر القدر، وكل إنسان يرقب ويراقب غيره، ويظن أن ملك الموت سيمر أمامه ولا يلاحظه، ثم فجأة ينزل من القطار في محطة لم يتوقعها.
حكمة الله في اختيار زمن الوداع لا مثيل لها.
نحن نحزن ليس على الراحل فقط، إنما على أحبابه وآلامهم وأوجاعهم وعيونهم التي لم تجف فيها الدموع، ثم نكتشف أن كل واحد منا يحزن على نفسه مسبقاً .. حتى قبل وصول الضيف الرباني بزمن بعيد.
في بعض الأوقات نحزن على من لم يغادرنا أكثر من حزننا على من أراد له القدر البقاء لمزيد من طول العُمر، لأن الراحل لا يتألم ، أما من لم يأت دوره بعد فأكثر عذاباً.
رحم الله من أراد الله أن يرحمه.
دعونا نعيش حياتنا، ونخدع أنفسنا زاعمين أننا لم نشاهد ملك الموت يروح ويجيء قبل أن يتلــقى الأمر الإلهي.
طائر الشمال
محمد عبد المجيد
أوسلو النرويج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق