العقلُ والإيمان يقولان بأنها صلة دائمة ويومية بالله رب العالمين، أيّ أنْ تكون علىَ إتصال بالسماء في مواعيد متقاربة ومتباعدة، لكنها لا تجعلك جامعــًــا الصلوات أو أكثر في عدة ساعات، وتترك فراغــًـا عباديــًــا لأربع عشرة ساعة!
منطقة خطرة وحمراء وتـُـغضب كل المسلمين تقريبا، لكنني أخوضها بقلب مؤمن لا يستطيع أحدٌ أن يزايد عليَّ فيها.
الصلوات وفـْـقا للشمس والشروق والغروب كانت في زمن لم يعرف المسلمون عقاربَ الساعة، الصغيرة والكبيرة، ولم يكن مستر روليكس أو أومجا أو مسيو ديور في الصورة، لكننا قضينا مئات السنوات ونحن نظن أنَّ اللهَ، جل شأنه، ينتظرنا إذا أشارتْ الشمس أو غربت أو أشرقت أو قبلها أو بعدها.
واكتشفنا الدنيا، واكتشفتنا عقاربُ الساعة، وكان من الممكن أن تكون الصلواتُ متقاربةً وفق الساعة الزمنية بحيث لا تبتعد عن الله كثيرا إلا في ساعات النوم.
وفي هذه الحالة تتناغم وتنسجم عبادات المسلم، وتدخل إلى صدرك أنفاس جديدة من الإيمان وفي مقدمتها الإحساس الجميل بأنك تصلي في نصف الكرة الشمالي مثلا مع ملايين في نفس الدقيقة والثانية، وتصلي مع آخرين في نصفها الجنوبي في وقت واحد.
الشمس والقمر من خلق الله، والزمن أيضا، أو ما نطلق عليه الساعة الزمنية، هي أيضا جزء من فهم المسلم للكون.
مجرد فكرة خطرت بذهني مرات كثيرة عندما اكتشفت أنني في الشتاء انتظر صلاة بعد صلاة مباشرة، وفي الصيف أقضي اليوم كله في الخارج دون أن يجيء توقيت صلاة لاحقة.
إنها مجرد أفكار، تُرفـــَـض أو تُقبــــَـل، لكنها حجر في بحيرة راكدة سيأتي اليوم الذي يستخرجها آخرون ويقذفونها في بحيرة جديدة ولو بعد عدة مئات من الأعوام.
أرجو أن لا يقرأ السلفيون هذا البوست وإلا سأكون مسؤولا عن انتحار المئات منهم.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق