حكايات دقيقة ومفصّلة عن حوارات ونقاشات وإشارات قيل بأنها حدثت منذ مئات أو آلاف الأعوام نتعامل معها في عصرنا الحديث كأنها حدثت البارحة!
الحقيقة أنني لا أريد أن أسرق من عصري وقتا للتأكد من صحة حكايات مات أصحابها وشبعوا موتا منذ قرون.
لا أنكرها كلها، ولا أصدّقها كلها، وبين يدي أونكل جوجل بمليارات المعلومات وأضدادها، آخذ منها ما يستحسنه عقلي، وأترك ما ينتقص من ذهني!
في عصر بلايين المعلومات التي يأتيك بها إصبعك وهو يلمس بخفة الكيبورد قبل أي عفريت من الجن، فأنت مطالـَـب بفصل الغث عن السمين.
لا أتحدث هنا عن المسلمين فقط ولكن عن المسيحيين واليهود والبوذيين والصابئة والهندوس والزرادشت وعن مئات المذاهب والعقائد الأخري، التي تتراكم عليها معلومات لا تعرف مصدرها.
ليس تأكيدا أو تشكيكا، إنما دعوة لاستخدام العقل!
أهين نفسي عندما أستند إلى مصادر هلامية تناقلها علماء وجهلاء، واختلطت بها حقائق وأكاذيب.
أنا، كما قال نجيب محفوظ، ابن عصري، ولا أستبدل به عصرًا آخر ولو كان فيه كل الأنبياء مجتمعين.
لا قداسة لأي أحد في التاريخ الإنساني، ولكن هناك تقدير واحترام ونقد مهذب، والقداسة الوحيدة هي الكتب المقدسة للمؤمنين بها.
إن الذين عبثوا بالتاريخ ضحكوا علينا وهم في أحضان دود الأرض، لذا ينبغي أن نعود إلى عصرنا ولا نرجع القهقري للإنسان البدائي أو لأهل الكهف لنلتمس منهم المعلومة.
لا تجرموا في حق عصركم، ولا تستهينوا ببلايين المعلومات ولو كان أكثرها مخلوطا بأباطيل، فما بين الروايات والكتب العتيقة أضعاف أضعافها أكاذيب.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 17 ابريل 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق