02‏/06‏/2017

على أي أساس تدعوه إلى الإسلام؟



هوس الدعوة إلى اعتناق الآخر للإسلام أصبح مزايدة فجة لا تزيد المدعو إلا ابتعادًا.
 لماذا يهلل المسلم إذا حدثته عن اعتناق شخص الإسلام، لكنه يلتزم الصمت إذا قلت له بأن مسلمـًـا جدَّدَ دينه، واعتنق سلوكا طيبا، ومتسامحا، ومتحضرا، ومتمدنا؟
 لا تنس أن اعتناق شخص لدين ما هو أيضا تركه لدينه، فالحزن والفرح هنا مترادفان في أصحاب الدينين، المعتـَـنــَـق والمتروك!
أنا لا يهمني أن يعتنق شخصٌ اليهودية أو المسيحية أو الإسلام أو البوذية، إنما الأهم أن ينتهج ويسلك سبل موسى أو المسيح أو محمد أو بوذا أو ..
 كثير من المجرمين والمنافقين وتجار المخدرات واللصوص وقطاع الطرق يبتهجون إذا قلت لهم بأن دينهم يحقق انتصارات، ويؤمن به في كل يوم أعداد هائلة.

الدعوة الإسلامية والتبشير المسيحي وجهان لعُملة واحدة من الغرور والتكبر والفوقية، فأنت تحاول اقناع آخر أن يترك باطلاً ليرتمي في أحضان عقيدتك، لكن في قناعاتي بأن السلوك الحميد والمتسامح والطيب والسويّ، إسلامي أو مسيحي، هو الدعوة الحقة حتى لو لم يمش في دربك أحد.
 يظن مشجع فريق كرة القدم أنه هو الذي لعب وانتصر تماما كما يظن المرء أن دينه كبر في المعابد أو الملاعب، رغم أنه لا فضل له بذلك.
 استمع إليَّ فأنا على حق وأنت على باطل: يقول لك الداعية والسياسي وتاجر المخدرات والقوّاد!
 تقول: الحمد لله، لقد ارتد عن المسيحية واعتنق الإسلام، أو تقول: الحمد لله، لقد عرف طريق المسيح الحق، وارتد عن الإسلام!
 يا ايتها الغطرسة المتعاجبة، لماذا لا تتركين الناس يمارسون حياتهم، في الدخول والخروج، كما تدلهم رغبة السعادة في أعماق النفس؟

محمد عبد المجيد
 طائر الشمال
أوسلو Taeralshmal@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...