المهدي المنتظر يظهر في القصر!
الشيخ محمد عبد الله نصر ( المهدي المنتظــَـر ) حُكـِـمَ عليه بالسجن والنفاذ لمدة خمس سنوات.
بوجه عام أنا أعتقد أن تسعة أعشار الأحكام القضائية في مصر يداخلها الشك، والريبة، وعدم الدقة، والابتعاد عن التخصص، والميول المتطرفة، والأهواء السياسية، والجهل المعرفي واللغوي والانحياز للسلطة.
فلا معقــّـب لأحكام القضاء كما يوهمون الجماهيرَ، وأكثرها ظلمٌ بيّن.
لكن من جانب آخر فإن الشيخ محمد عبد الله نصر شخصية نصف أميــــّـة، ولغته العربية لا تتناسب مع سنة أولىَ أزهر، وحواره شبيه بحوارات المقهيين والغُرزيين، ولا يملك من أدب الحديث ذرة واحدة، وثقافته ضحلة، ومعرفته بالإسلام والأديان الأخرى حزمةُ أصفار.
لكن أحكامَ القضاء وأفكار الشيخ محمد عبد الله نصر مجتمعة تصُبّ في خانة الانحدار الفكري والثقافي والإعلامي والديني والحواري في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
الكارثة ليست في أحكام القضاء فهي منذ تبرئة مبارك خارجة من رحم الظلم، باستثناء حُكم مصرية الجزيرتين ..
والفاجعة ليست في أفكار المتخلف محمد عبد الله نصر فهو نموذج مُصـَـغـَّـر للدولة برمتها، من خطب رئيس الجمهورية البلهاء إلى الإعلام الساقط مرورًا بمجلس النواب وقروده الذين يناقشون مدّ الرئيس فترة الحُكم لست سنوات، ومدّ أقفيتهم .. وأقفيتنا تحت حذائه.
لكن الزلزال الأكبر هو في تغييب مصرنا الحبيبة وهي على أعتاب أكبر خطر يــتـهددها في تاريخها الحديث، الإرهاب الديني الذي يحارب ظاهريا دولة سلفية مشغولة بازدراء الأديان.
تلقيح الخطاب الديني المتطرف بالإعلام المنحدر والردّاح والمنافق منذ أن سرقوا ثورة 255 يناير طنطاويــًـا ومرسيــًـا وسيساويـًـأ تحت قبعة مبارك أنتج هذا الشيخ والتطرف والطائفية وصبّ في النهاية على مشارف العريش!
السيسي اشترىَ الإعلاميين أو باع الإعلاميون أنفسهم له، فالنتيجة واحدة.. خجل كل مصري من نظام الحُكم.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 27 فبراير 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق