24‏/11‏/2016

حرائق إسرائيل وحيرة العرب!

حرائق إسرائيل وحيرة العرب!
رغم أنني طوال عُمري وحتى آخر رمق مقاطع لإسرائيل؛ إلا أن هناك استثناءات تُـَّـبِّت مبدأ المقاطعة وتترك بعض الإنسانيات تتسلل منه لتؤدي دورَها، مثل الكتاب الذي تصدره دار نشر إسرائيلية ومقاطعتي إياه خسارة لي، ومثل الحرائق التي اندلعت في فلسطين المحتلة، فتأخذ معها الأخضر واليابس والبيوت والمدارس والمستشفيات والفلسطينيين والإسرائيليين والضعاف والمرضى و ...
حتى لو كنت في ساحة الحرب ومررت على عدوٍ مصاب فلن تطلق عليه الرصاص، فالقتال فروسية ونُبل وأخلاق.
كثير من العرب والمسلمين بدأوا سباق المزايدة الوطنية كأنهم يريدون تدمير سيارات الإطفاء قبل أن تنقذ من تحيط به النيران، فإذا راقبتهم هنا في أوسلو وفي أوروبا وفي كل مكان وجدت أكثرَهم لا يكلف نفسه عناء التأكد من مصدر ما يشتريه، وهنا تظهر الازدواجية الوطنية.
بعض الذين يخوضون في الحديث من موقع الهزل يتحدثون عن توجيهات الإسلام الإنسانية، ولا أفهم سبب اللجوء الغريب إلى الدين هنا! ولكن المسيحية دين رحمة، واليهودية والبوذية والهندوسية والزرادشتية وكل الرسالات السماوية والأرضية و.. تحت الأرضية.

الحاكم العربي الذكي هو الذي يُسرع في المساعدة، ويطلق تصريحات إنسانية، ويتحدث عن السلام ثم بعد إطفاء الحرائق وتوجيه الشكر له، يمكنه أن يطالب مثلا بالافراج عن سجناء فلسطينيين.
العلاقات الدولية، خصام وسلام، كراهية ومحبة، هي أرقى الفنون بين الأمم والأفراد، وهي لا تحتاج إلى مهووسي الإعلام لاشعال نيران أخرى داخل الاستديو.

تــراحموا حتى في عداواتكم لتربحوا قضاياكم.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 24 نوفمبر 2016

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...