07‏/05‏/2016

عودة إلى أماني الخياط والمصيدة الفاشلة!

أرشيف
 25 مارس 2015

مرَّ أسبوعان على برنامج أماني الخياط التي استضافتني فيه فكانت مضيفة شرسة لم تحترم شرف المهنة في أصغر صورها، وبقيت تساؤلاتي: ما هو السبب في الكراهية التي بدت من أول لحظة؟
ما هذا الاستعلاء والكبرياء نحو المصريين في الخارج كأننا نختطف اللقمة من أفواه أهلنا؟ هل لأنها قرأت بعض مؤلفاتي وأثارها دفاعي عن المغرب ضد احتقارها لشعبنا في هذا البلد الكريم؟
هل كان مبارك خطاً أحمر ينبغي أن لا تتجاوزه، خاصة أنني شككت في مصرية أي شخص لم تدمع عيناه إثر تبرئة الطاغية المخلوع؟
أم أن المشير طنطاوي هو "التابو" في التلفزيون المصري؟ أم أنها أرادت إيصال رسالة للرئيس السيسي أنها وحدها التي تملك حق مساندته؟ أم كانت شراستها للدفاع عن الفساد الذي طالبت أنا بالقضاء عليه قبل سنّ قوانين تحل محل قوانين الفساد؟

هل هو الخوف من أجهزة الأمن المتعاونة مع " القاهرة والناس"؟ أم الخشية من أصحاب القناة؟
لماذا قبلت استضافتي إذا كانت تعرف عني مسبقاً، وزعمت أنها لم تقرأ لي؟ لماذا سرقت ثلث وقتي قبل البرنامج في فتح الميكروفونات على مديح المشاهدين لها؟ أي مهنية تلك التي تعطي الإعلامي الحق في مقاطعة ضيفه، وعدم السماح له بتكملة جملة واحدة؟
هل كانت الحلقة لأماني الخياط مع نفسها؟ لماذا رفضت بجنون عرضي أي فكرة مكتملة على المشاهدين؟ لماذا اعتبرت حديث المصري المقيم في الخارج عن هموم وطنه تدخلا في شؤون الآخرين، أم هي لدعم فكرة عدم مشاركة مزدوجي الجنسية في الشأن المصري؟
لماذا انتفضت عندما تحدثتُ عن حزب النور السلفي، كذراع لداعش، وهل هي رسالة ضمنية بالتعاطف مع داعش إذا دخلت مصر، لا قدر الله؟ لماذا جازفت بكراهية المشاهدين لها، واختارت الانحياز للفساد وانتخابات هزيلة لمجلس النواب، وتحريم التطرق لتبرئة مبارك؟
لماذا قالت بأنها اختارت القضاء العادل كما هو ، رغم أنه لو نطقت السماوات والأرض والبحار لصرخت بأن القضاء المصري ظالم؟ لماذا وضعت على لساني كلمات لم تدر بذهني بحجة ( هل تقصد أن .. ) بدلا من مَنحي الفرصة لعرض أفكاري؟

هل هي بريئة، وأن الأمن في سماعة أذنيها هو الذي يملي عليها ما تقوله؟ أي إعلام هذا الذي يكذب، ويستضيف، ويصطاد ضيفه إلا أن يكون بلاغاً للأمن؟
لماذا تركت ضميرها وشرف المهنة خارج الاستديو، وأرسلت رسالة فضائية لمبارك لحمايتها لاحقاً عندما تعود له ولابنيه وللفلول السيطرة؟ لماذا تحاصر أماني الخياط الرئيس السيسي بمحبتها ظاهراً، وكراهيتها له باطناً؟

لماذا حذفت من اليوتيوب والنت والفيسبوك كل أثر للحلقة رغم أنها كانت المتحدثة شبه الوحيدة؟ هل مقالاتي التي قرأتها مسبقاً عن عفن الإعلام هي السبب؟ لماذا أنهت الحلقة قبل موعدها مع أنني لم أكن ضيفاً يؤذي كلامُه المشاهدين الكرام؟

لماذا كانت في سباق مع نفسها لإحراق الضيف على الهواء؟ هل الموضوعات التي سلمتها إياها قبل الحلقة بيوم واحد وقرأتها، ثم عرضتها على الجهات الأمنية أو القضائية هي التي جعلتها تستعد لعملية احراق واضحة؟ جبال البغضاء التي بدت من فمها كانت أكثر وضوحا من القناة نفسها، فما الذي أجبرها على ذلك؟
التهكم وضاعة، والسخرية انحدار، فأنا أكتب قبل أن تولد أماني الخياط، ولا أزايد في حب مصر، ولا أنافق في حملي هموم الوطن الأم. أماني الخياط أحرقت ضميرها وشرفها ومهنيتها أمام مشاهديها وأهلها وأحبابها من أجل ضمان الحماية، فقضية إهانتها المغرب لم تنته بعد. وسيبقى السؤال قائما: لماذا قامت بحشو المصيدة بخسة ودناءة وانتقام كأن بيني وبينها ثأراً، أو بينها وبين المصريين في الخارج أثأر مــنــه؟

من حُسن حظها أنني لست الضيف الذي يصرخ، وينسحب ، ويهين مضيفه، لكن كان سلوكي معها مكسباً لي. لا أنكر أنني غاضب حتى هذه اللحظة، ولكنني تأكدت بأن إعلامنا المصري الذي كتبت عنه عام 1977 بأنه يستحق أن نبكي عليه، ما يزال كما هو في كل العصور. إعلام معاق، ومتخلف، ويتلقى التوجيهات، ويرقص كالقرد ميمون لأي سلطة أو مؤسسة مالية. أماني الخياط استضافتني وعن يمينها مبارك، عن يسارها قاض، وخلفها أجهزة الأمن، وعلى كتفيها الخليفة أبو بكر البغدادي؟

الغدر دناءة، والخيانة خسة، واصطياد من لم يؤذ المضيف عمل جبان! يشفع لي أن كلماتي القليلة التي خرجت من بيت أطراف المصيدة وصلت إلى المشاهدين الشرفاء، وربما إلى الرئيس السيسي، وأن سخريتها من المصريين المهاجرين ليس فيها من النـــُـبل شيء، ومن الشهامة ذرة واحدة.

هل أرادت حجب ومنع المصريين في الخارج عن دعم مشروعات الرئيس السيسي؟
أماني الخياط قد تكون الرابحة على المدى القصير بفضل مبارك وطنطاوي والقضاء الظالم ومجلس النواب البرهامي القادم وفرحة الفساد الذي صنع قوانينه وأصحاب المليارات الذين ابتهجت الإعلامية بأن القضاء تولـَّــىَ تنظيفهم من جرائمهم، لكن الزبد يذهب جفاء، ويبقى في الأرض ما ينفع الناس. أماني الخياط كالدب الذي قتل صاحبه، والرئيس السيسي سيكتشف، إنْ عاجلا أو آجلا، من الذي يقف معه، ومن يعانقه ويطعنه في نفس الوقت.

تلك بعض كلمات الغضب في نفسي، وإذا أرادت أماني الخياط أن تستعيد بعضاً من ضميرها وشرفها وكرامتها ومهنيتها، فلتقف بشجاعة الفرسان في شاشتها الصغيرة وتعتذر لأنها بصقت على الضمير في لحظة ضعف. اعتذارها مكسب لها، وعزة نفسها بالإثم ستطاردها ما بقي لها من عُمر، وأنا سأعود إلى هذا الموضوع مرات و .. مرات، ما بقي لي من عُمر!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو
في 25 مارس 2015

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...