09‏/05‏/2016

حوار بين المشير و... المخلوع!

أرشيف بتاريخ 15 مايو 2012
المخلوع للمشير: إياك يا طنطاوي أن تلين وتجعل الشعب هو الذي يختار الرئيس الدمية!
المشير: نحن تلاميذك سيدي المتهم، ولو رأيت المشهد الانتخابي المصري لافتخرت بي ما بقي لك من عمر قصير أو .. طويل.
المصريون في الداخل والخارج تركوا الثورة ومطالبها ودماء أبنائهم وعيون أولادهم المفقوءة وملياراتك المنهوبة ومئة وستين ألف بلطجي ومسجل خطر، وجعلوا يتناقشون فيمن يصلح أن يصبح رئيساً لمصر.
المخلوع: لقد سمعت أن سويسرا ضغطت على مصر حتى تتسلم مئات الملايين من الأموال التي كانت مجمدة، وأنت تعرف يا طنطاوي، أنها من عرق جبيني أنا والمدام والأولاد.
المشير: أموالك في الحفظ والصون، ورجالك فوق رؤوسنا، وعمرو موسى وأحمد شفيق وضعا أصابعهما في عيون المصريين ويحاولان إنتاجك من جديد.
المخلوع: لا تنس أنني صنعتكم لثلاثة عقود، وتعلمتم علىَ يديّ أصول الطغيان، فلا تفرطوا في تعاليمي.
المشير: ونحن حافظنا عليك بعد الخلع والخُلع منتجــِـعاً في شرم الشيخ، وراقدًا في مصحة فاخرة، ومنقولا في هليكوبتر لتكمل نومك في المحكمة، ولم تدفع قرشا واحدا من تكاليف المحاكمة.
ورجالك يمرحون ويرتعون في كل مكان.

المخلوع: أحَذرك أن تقبض على قاتل أو بلطجي أو قنــَّـاص عيون، أو يجبرك أحد على تقديمهم إلى المحاكمة، فقد تعبت في تربيتهم.
المشير: ألا تثق بي، سيدي الرئيس المخلوع؟ هل تناهىَ إلى سمعك أننا قبضنا على مسجل خطر، أو أعدنا هاربا إلى السجن، أو صادرنا مطواة قرن غزال من بلطجي؟
المخلوع: الرئيس الدمية القادم يجب أن يعرف حدوده، وأن لا يستعرض عضلاته، لكن لا مانع من منحه حرية حركة بسيطة دون أن يستأذنك! كأن يذهب إلى الحمــَّــام، أو يجامع زوجتــَّـه، أو لا يتناول طعام العشاء، ما عدا ذلك فهو مِمَّنْ ملكت يداك، يشهق بأمرك، ويزفر بتوجيهات الجنرالات!
على كل حال فأنا راض عنكم، وزوجتي تبلغني أنها تستطيع أن تقوم بتحويل أي مبلغ من قبرص إلى بريطانيا، ومن سويسرا إلى أمريكا!
المشير: ستسمع منــّـا قريبا، وبعد انتخاب الرئيس الدُمية، نعيَّ الثورة المصرية، أو العيال الذين أطاحوا بك.
المخلوع: هذا عشمي فيكم، وتذكـَّـر إنَّ الثقبَ في ذاكرة المصريين أكبر من فتحة الدويقة تحت جبل المقطم، حتى أنهم نسوّا تصديرَ الغاز لإسرائيل بعد المنع الصوري، وتهنئتهم إياك، ثم عاد التصدير إلى أصدقائي في الدولة العبرية.
المشير: إنني أعــِـدّ لك مفاجآت ستجعلك تعود إلى شبابك أو يعود شبابك إليك فتصبح صبياً كأنك خارج لتوك من مرحلة المراهقة.
لن يسترد العيالُ ثورتهم ما دمت حياً، فالشعب المصري أصبح ثلاثاً وسبعين فرقة، وثلاثة عشر مرشحاً للرئاسة، ولا تجتمع فرقتان إلا لعنتا الثالثة.
لكنني أتركهم الآن ليتمتعوا قليلا بديمقراطية الجنرالات الممهورة بتوقيعك، وعندما يتسلم الفلولي الأصيل مقاليد الحُكم، ظاهريا، لن يبقى في أيدي المصريين غير الندم على تفريطهم في مطالب ثورتهم.
أتركك الآن، سيدي المخلوع، تنام قليلا فالأيام القادمة حُبلىَ بما لا يخطر على بال إنس أو..  جان.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 15 مايو 2012
Taeralshmal@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...