18‏/01‏/2014

هجرة القضاة والمحامين هي الحل!

هجرة القضاة والمحامين هي الحل!

ما هذا الخبل والهراء والهبل والتخلف في رفع الدعاوى أمام القضاء المصري؟

كل محام يشعر بأنه يريد أن يٌضيـّـع وقت المحاكم التي لديها مئات الآلاف من القضايا المؤجلة والمجمدة يرفع قضية في أي شيء وعن أي شيء.
في مصر، إذا كنت محامياً، وتشعر بملل ترفع قضية تطالب فيها بتعويض من غادة عبد الرازق لأنها تثير شهوتك وأنت رجل متزوج، وترفع قضية ضد مصلحة السجون لأن الجردل في زنزانة الكتاتني غير نظيف، ودعوى ضد وزير لم يبدأ حديثه بالبسملة، ودعوى لأن جرس الكنيسة المجاورة يرن في موعد نومك بعد الظهر، ودعوى لأن الطائرة الهليكوبتر التي مرت فوق سطح منزلك أزعجت الدجاج، ودعوى لأن ملابس السجن للمرشد مقاس أكبر من جسده، ودعوى لأن وزيرة الإعلام غير محجبة، ودعوى لأن الرئيس عدلي منصور لا يقدم أوراق اعتماده للخليفة أردوغان، ودعوى لاعطاء المصريين الحق في البحث عن الذهب الذي دفنه القذافي في رمال الصحراء، ودعوى لأن تلاميذ المدراس يُجبـَـرون على تحية العـَـلـَـم المصري مع نشيد الصباح، ودعوى لأن ضيفة في التلفزيون لم تقم بتغطية ساقيها جيداً، ودعوى لاجبار النساء من الاقباط على ارتداء الحجاب، ودعوى لأن العـَـلـَـم المصري ليس به اللون الأصفر....
صدقوني فأنا لا أمزح، ولي رغبة عارمة أن انزع شهادة التخرج في كلية الحقوق من ثمانية أعشار القضاة، وتسعة أعشار المحامين ، وألقي بها في النيل الأزرق بجوار سد النهضة. 

عندما أشاهد المحامين في جلسات يبثها التلفزيون لا أصدق أنهم تخرجوا في مدارس ابتدائية، وأنهم سمعوا عن التحضر والتمدن، وأنهم كانوا يعلمون أن أنكر الأصوات لصوت الحمير.

الفوضى العارمة والزعيق والصياح والوقوف فوق المقاعد ومقاطعة القاضي والهتاف واللغة المريضة واللسان السليط، كلها علامات على أنك في قاعة محكمة مصرية.
ما أجمل مصر أن تستيقظ ذات صباح مشرق لتكشف أن أكثر القضاة والمحامين هاجروا إلى الخارج!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 9 ديسمبر 2014

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...