30‏/08‏/2009

أيها المصريون، هذا الرجل مجنون ..هذا الرجل نيرون




ايها المصريون، هذا الرجل مجنون ..هذا الرجل نيرون

أوسلو في 26 ابريل 2006
حتى ساعات قليلة مضت كان الأمل ضعيفا في أن يثور شعبنا على جزاره، ويتمرد أهلُنا على أفسد حاكم منذ بناة الأهرام أو قبلهم، فكنا نظن أن دروسا بليغة في التمرد من الأوكرانيين واللبنانيين وشعب توجو ثم حفاة وعراة وأعزة نيبال تجعلنا نبدأ في التفكير للتخلص من هذا الكابوس الجاثم فوق صدورنا.كل نداءات المعارضة فشلت ..وكل قوى مناهضة الاستبداد مدعومة من منظمات حقوق الانسان لم تستطع أن تحرك ذرة واحدة في غطرسة وطاووسية وكبرياء الطاغية حسني مبارك...وكان الرجل كلما تأخر ملك الموت يوما في قبض روحه ازداد شراسة وعنفا وقسوة وغلظة وحماقة وتخلفا، فأرسل كلابه للاعتداء على مصريات متظاهرات، وبعث قبضاياته لتعليم الناخبين آداب الاقتراع من أجل الحزب الوطني، وجاءت تعليماته حاسمة وصارمة وحازمة وهي امتهان كرامة المواطن في أي مكان وتحت أي ظرف، فالأمريكيون سيصمتون، وقوى الغرب ستصدق أنه يحميها من الارهاب، والاسرائيليون يعتبرونه رجلهم في القاهرة .غضب من الدكتور عبد الحليم قنديل فجاء كلابه يهشمون وجه رجل يملك سلاحا يحتقرونه، أي القلم.وغضب من منافسه الدكتور أيمن نور فألقى به في زنزانة باردة مع المجرمين وتجار المخدرات وسرق منه انتصاره أمامه في الانتخابات الكارثية .وغضب على الشعب فأعطى توجيبهاته لكل المسؤولين بأن لا يحفظوا لمصري كرامته في الداخل، ولا ينصتوا لشكواه في الخارج، وأن يظل قانون الطواريء هو اللغة الوحيدة التي يفهمها عبيده ورعاياه كما يتصور، وأن يُعدّ ابنه ويُصَعّده في الحزب ليبقى الوجه الوحيد المقبول اضطراريا من شعبنا فيرث الحكم دستوريا عن طريق منافقي مجلس الشعب ورئيسهم.وبدأ الرجل يخرف، ويزهمر، ويعبث بمقدرات الأمة في لغة مفرقة للجماعات، وكان آخرها الحديث السام والطائفي والعدواني عن الشيعة العرب.نعم نستعد للانتفاضة الشعبية المصرية في 23 يوليو 2006ونستعد قبلها لانتفاضة القضاة في 25 مايو 2006 ..,لكن من يستطيع أن ينتظر ساعات أخريات قبل أن يحرق نيرون مصر أرضها وزرعها وخيراتها وشعبها؟من منّا لم تدمع عيناه وهو يستمع او يقرأ حديث رئيس محكمة وأحد أشرف قضاة مصر وهو يصف كيف ألقوه على الأرض، وداس ضباط الأمن فوق وجهه ورأسه بأحذيتهم موجهين له أحط الشتائم والبذاءات وعليها بصمة الطاغية حسني مبارك؟في هذه اللحظة التاريخية النادرة التي فجرها غضب السماء على صمت أهل الأرض وضع الديكتاتور الارهابي حسني مبارك بنفسه مسمار نعشه ونعش النظام النتن والدراكيولي الدموي عندما أمر بسحل القضاة، وأن تبصق السلطة التنفيذية على السلطة القضائية، وأن تعري السلطة التشريعية مؤخرتها لسيد القصر أو قفاها لابنه.سيكتب التاريخ أن نظام حسني مبارك سقط نهائيا في نفس اللحظة التي لمس فيها حذاء قذر لضابط أمن الوجه الشريف والوطني والطاهر لأحد قضاة مصر.ايها المصريون إذا لم تغضبوا الآن الغضبة الكبرى فلن تقوم لكم قائمة بعد اليوم، وستصب الملائكة لعناتها علينا جميعا، وستحتقرنا كل شعوب الأرض، وستبصق علينا كل حشراتها، وسنعيش أذلة في الدنيا وينتظرنا في الآخرة حساب عسير.أيها المصريون،إن كل من يحاول الآن ايجاد مبرر أو الدفاع الضمني عن هذا النيرون الدموي المتخلف أو التعلل بحجة عدم وجود بديل أو الخوف من المستقبل المجهول هو شريك معه في كل جرائم الولايات الخمس السوداء.السابع والعشرون من ابريل قد يكون اليوم الذي تعاد فيه عذرية الوطن إلى مكانها، بعدما قضينا ربع قرن وقد خرست ألسنتنا ونحن نشاهد أعتى طغاة العصر يغتصب بلدنا في وضح النهار وهو يظن أن صمتنا ضوء أخضر لقسوته وغلظته وجبروته.أيها المصريون،كان حذاء الضابط الممثل للطاغية فوق وجه قاضيكم رسالة لكل منا بأن هذا مصير كل مصري يظن أن مصر بلده.استحلفكم بالله أن تغضبوا هذه المرة فربما يكون لنا مكان بين البشر .

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...