22‏/12‏/2018

الشُعلة ترمز للحزن ولا تحرق الأبرياء!

الشُعلة ترمز للحزن ولا تحرق الأبرياء!

في مسيرة حزن لم تشهدها المدينة النرويجية Bryne التي لا يزيد تعداد سكانها عن 12 ألف نسمة، خرج 500 شخص تقريبا يحمل كل منهم شعلة من النار في جو بارد حزنا على ابنة مدينتهم الصغيرة مارين التي اغتصبتها وحوش الغدر، ثم فصلتْ رأسها عن جسدها؛ كذلك فعلوا بصديقتها لويزا الدانمركية.
الناس لا تصدّق؛ فالراحلون يصنعون الحُزنَ لمسقط رأسٍ لم يشهد دماءً آدمية بهذه الصورة المغرقة في الألم.
تذكرتُ قتل أحمد بوشيخي في أوائل السبعينيات بمدينة ليليهامر النرويجية وهو النادل( الجرسون ) المغربي الذي اغتالته يدُ الغدر الإسرائيلية، فظنته الموساد ( التي لا تخطيء حسبما ترىَ جماعتنا من المبهورين عبريا ) أبا حسن سلامة ( الأمير الأحمر ) قائد أمن منظمة فتح في بيروت.

وخرج العامل المسكين في الواحدة صباحا من المطعم وبصحبته زوجته النرويجية الحامل، فقامت كتيبة الاغتيال القذر ( اشترك في التخطيط 12 صهيونيا ) وشُبّه لهم أنه الفلسطيني المطلوب فإذا به جرسون مغربي مسالم.
وكانت عملية القتل التي لم تشهد مثلها ليليهامر لاكثر من أربعين عاما.
اليوم في Bryne اعتصر الحُزن قلوب أهل وأحباب وزميلات وسكان هذه المدينة الصغيرة الذين لم يفهموا كيف لذئاب بشرية أن تلمس فتاتين في حماية مضيفين، فتم نحرهما باسم السماء.

تُرىَ هل أنا أحتاج لفتوى أو شيخ أو مُفسِّر أو فقيه مسلم لينهاني عن تسمية مارين ولويزا بالشهيدتين؟
لو كان الأمر بيدي لأمرت بإقامة صلاة الغائب في كل مساجد المغرب، وطلب الرحمة لهما، ليتعلم الناس أن أي نفس فيها نفخة من روح الله، ولو شجّ المعترضون رؤوسهم في الحائط.

سيعترض حمقىَ ويقولون لي بأن الإسلام بريء، وهو تحصيل حاصل( كأننا والماء من حولنا قوم جلوس حولهم ماء) فاتهامي كان موجها لسنوات طويلة وما زلت أشير للمجرم الحقيقي: إنها الفتوى الفجة والساقطة والدموية والمقدسة التي تحرض على الكراهية والتكفير والتمييز بين البشر.

الحق أقول لكم: لو أن الله تعالى صفح عن إبليس يوم القيامة، والتقيته في الجنة؛ فسأصافحه، وأحاوره، فكل ما بعد الموت بين إصبعين من أصابع الرحمن.
رحم الله فتاتين ظنتا أنهما بمأمن في بلد أمين، فإذا بتلاميذ الفتاوى لهن بالمرصاد والسكين والهوس الجنسي الدموي.
في الوقت عينه أرفض الدعوات الماكرة التي تطلب من السياح تحويل وجهتهم من المغرب الساحر الجميل إلى مكان آخر؛ فستظل المغرب بعد سلطنة عُمان الأكثر أمانا وأمنا على الرحم من ذئاب تعوي بين ألفينة والأخرىَ.
رحمهما الله، وألهم أهلهما الصبر والسلوان.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويج
أوسلو في 21 ديسمبر 2018

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...