14‏/04‏/2018

أوهام عراقية الكويت

مقتطفات من كتاب ( أوهام عراقية الكويت) وهو قيد الطبع بقلم محمد عبد المجيد رئيس تحرير مجلة طائر الشمال

یقول الدكتور طارق الحمداني في كتاب “ الكویت ومحاولات عودتھا إلى العراق”:(إن أول حاكم للكویت كان الشیخ صباح الأول الذي استغل الخلافات الواقعة بین أمراء بني خالد، فأعلن حكمه في الكویت. وعلى أیة حال، فمع أن حُكم صباح الأول قد امتد من 1752 إلى1762 ، إلا أن اسمه لم یكن معروفاً، بدلیل أنه لم یُذكرفي رحلات الرحالة الأوروبیین الذین مروا بالمنطقة في أثناء حكمه مثل ایفيز عام 1755 ، وھذا ما یشیر إلى أن حكمه اعتبر تابعا لحكم بني خالد)!
كعادة الذبن یقرؤون التاریخ من ھوامشه، یخترع الدكتور الحمداني حكایة عدم ذكر مؤرخ بریطاني لاسم الشیخ صباح الأول وقد مر على الكویت في الوقت الذي كان الكویتیون یبنون السور الأول بتوجیھات الشیخ صباح الأول، وكان الحمداني یرید فقط الوصول إلى لصق تلك الفترة بحكم بني خالد.
لا یكتفي الدكتور الحمداني بالغاء اسم أول حاكم للكویت استناداً إلى عدم ذكره في رحلات ایفیز، لكنه یتحدث عن الرحالة نیبور أیضا الذي لم یذكر الشیخ عبدلله بن صباح، رغم أنه كان حاكما منذ عام 1762 إلىعام 1812 وھي فترة ثریة اتخذت فیھا الكویت صورة
الإمارة الواضحة المعالم والسلطة.
استقلالیة القرار الكویتي، نسبیاً، ظھرت في عام 1775 عندما رفض آل الصباح تقدیم المساعدة لمدینة البصرة مما یؤكد أن الكویت كانت مستقلة في حد ذاتھا!
یناقض الدكتور الحمداني نفسه ولا یعرف الفارق بین التبعیة وبین السماح باستغلال قطعة أرض فیقول ( أول أفراد ھذه الأسرة قد وفد إلىَ والي بغداد في أوائل القرن الثامن عشر وطلب منه إفساح المجال لأسرته بالاقامة في ممتلكات الدولة العثمانیة ) أي استئجارقطعة أرض تكون ملاذا لبعض الوقت، فاستنتج الدكتور الحمداني من ھذا أن آل الصباح قبلوا التبعیة العثمانیة!
التاریخ في العالم كله یأتي لنا بنماذج عدة على اقامة رُحَّل أو بدو أو مستوطنین بصفة مؤقتة في مكان حتى تتھیأ الظروف لاستكمال رحلة الاستقرار في الوطن، لكنھا لا تعني قبول التبعیة.
ویقول أیضا: ( إن حُكّام أسرة الصباح كانوا لا یترددون في إعلان تبعیتھم للدولة العثمانیة كلما اضطروا لذلك)!
یبدو أن الدكتور الحمداني لا یمیز بین اللعبة السیاسیة وبین التبعیة الحقیقیة، فمن یضطر للمراوغة كلما تعرض للخطر، ھو أكثر استقلالیة من الذي یقبل الھیمنة الكاملة في كل وقت.
یتحدث الدكتور نزار عبد اللطیف الحدیثي في كتابه المشترك مع الدكتور مصطفى عبد القادر النجار (سقوط التجزئة .. الحقیقة التاریخیة للكویت ) ( اقتطاع جنوب البصرة الذي عرف فیما بعد بالكویت وتحویله إلى دولة ضد كل حقائق التاریخ والجغرافیا وفي جانبھا البشري بوجه خاص)!
خرافة عبثیة تلك التي تصف الجانب البشري بأنه أیضا مقتطع من البصرة، فلیست ھناك أوجه تشابه بشري مطلقا بین البصرة والكویت إلا في مجاملات الساسة عندما تكون الأوضاع ھادئة، ویتحدثون عن أن بلدینا بلد واحد، وأن شعبینا نھلا من تاریخ مشترك
وتجمعنا جغرافیا وحدویة.
الصفات النفسیة والعاطفیة لا یمكن أن تنفصل عن المشاعر الوطنیة تجاه محیطھا، أو ما أطلق علیه شاتوبریان" الوطن الأم"، لھذا صُدم الجنود العراقیون عندما اقتحمت أقدامھم الھمجیة أرض جارتھم الصغیرة؛ فما تم تلقینھم إیاه قبل الغزو بأنھم متوجھون لاستعادة جزء مسلوب من بلدھم كان مختلفاً تماما عن الواقع، وقد ظھر ھذا جلیاً فور رفع أول جندى كویتي سلاحه في وجه جحافل المغول الجدد.

لم یكونوا أشقاء أو جیراناً مسالمین أو أھلا عائدین أو منقذین للكویت، إنما كانوا لصوصاً وقتلة، ولا تربطھم بالكویت أي رابطة وطنیة أو عاطفیة.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...